21/12/2020
تعد ألستوم شركة عالمية في قطاع النقل والتنقل المستدام. وتتعاون الشركة مع العديد من هيئات النقل في منطقة الشرق الأوسط لتشكيل مستقبل شبكات النقل والمواصلات مع تطبيق حلول خضراء مستدامة وأكثر ذكاءً.
ومن خلال ابتكاراتها في مجال النقل الكهربائي والوقود الهيدروجيني، تحافظ ألستوم على التزامها بخفض الانبعاثات، والحد من استخدام الأرضي، ونزع الكربون من شبكات القطارات، وضمان تطبيق التكنولوجيات المتقدمة والمستدامة لحماية صحة وسلامة المجتمعات في أنحاء المنطقة.
ومن بين هذه الابتكارات تطبيق تكنولوجيا Hesop التي تستعيد الطاقة الكهربائية التي تولدها القطارات أثناء الفرملة. وقد تم استخدام هذه التكنولوجيا في مسار دبي 2020 لمترو دبي، أسرع مشروع مترو متكامل بدون سائق في العالم.
بالإضافة إلى خفض تكاليف التشغيل، فإن هذه التكنولوجية تعتبر نقلة واسعة من شأنها خفض حوالي 3 ملايين كلغ من انبعاثات الكربون وخفض استهلاك الطاقة بنحو 6?6 مليون كيلوواط سنويًا.
ويشتمل مسار دبي 2020 على قطارات صديقة للبيئة مزودة بنظام المكابح الكهربائية، وإنارة ليد، وإبداعات أخرى من شأنها خفض استهلاك الطاقة.
«يوفر المشروع مجموعة من المزايا المستدامة، بما في ذلك تسهيل حركة المرور وهو ما سيؤدي إلى خفض 100 ألف طن من انبعاثات الكربون بحلول عام 2022، تزيد إلى 170 ألف طن في 2030،» كما يقول ماما سوجوفارا، مدير شركة ألستوم الشرق الأوسط.
باعتبارنا شريكًا يرتبط بعلاقات طويلة المدى مع هيئات النقل والمواصلات في المنطقة، فإن ألستوم تواصل المساهمة بدور متكامل في تحسين الأداء البيئي للقطارات في أنحاء المنطقة، كما يؤكد سوجوفارا.
«تعد تكنولوجيا توليد الطاقة من المكابح أحد الأدلة القوية على وجود محطات طاقة متطورة للغاية، والتي تقوم بإمداد الفولت لأي شبكة واستعادة طاقة المكابح من المركبات. ويمكن استخدامها في الأنظمة القائمة المجددة أو إدماجها في الشبكات الجديدة،» كما يوضح.
لقد نجحت ألستوم في تعزيز مكانتها كقوة دافعة للإبتكارات بهدف تحييد الكربون في شبكات القطارات، مع تركيز كبير على حلول التنقل الأكثر اخضرارًا وذكاءً.
«إن تنظيمات الفولت الديناميكية تساعد على التماشي مع إمدادات الطاقة وفق متطلبات الشبكة، وهذا يعني إنه في حالة زيادة الحركة المرورية، فإنه يمكن رفع الطاقة بدون تغيير البنية التحتية،» حسب ما يضيف.
وعن أهم مزايا هذه التكنولوجيا، يقول سوجوفارا بأنها تجمع أكـــثر من 99 بالمائة من طاقة المكابح المســــترجــــعة، وتعــــــــيد ضخهــــا في الـــشبكة لإعادة استخدامها في التطبيقات الأخرى مثل الإنارة والمصاعد والتهوية.
«إنها تتيح خفض تكاليف التشغيل، وتوفير 100 بالمائة من الكهرباء القابلة للتجديد. كما تساهم أيضًا في تحقيق أهداف الاستدامة من خلال خفض انبعاثات الكربون وخفض امتصاص الحرارة على القطارات، مما يعني تقليل الحاجة لمكيفات الهواء والتهوية اللازمة في أنفاق المترو ومحطاته.»
وتركز ألستوم على ما جلبته الطاقة المستدامة من حلول خضراء أصبحت تشكل الصدارة في الصناعة. لقد قامت بالفعل بتطوير ابتكارات في السنوات الأخيرة بدءًا من كوراديا آي لينت (أول قطار منعدم الانبعاثات يعمل بوقود الهيدروجين في ألمانيا) إلى أبتيس (الحافلة الكهربائية بنسبة 100 بالمائة)، وإس آر إس (حلول الشحن الأرضية لجميع الحافلات الإلكترونية).
«لقد تسلمنا طلبية لتوريد 11 قطار يعمل بالكهرباء من شركة زويكفيرباند ويركفرسفيرباند ميتلسشان في ألمانيا والتي تعتبر الأولى لشركة ألستوم. وتوفر حلول هيدرولوجية وبطارية تمثل إنجازًا هامًا للشركة، حيث توضح الدور المحوري للشركة في سوق النقل الخالي من الانبعاثات،» كما يضيف.
وفي ظل النجاح الهائل على مستوى العالم، تجري ألستوم مباحثات مع شـركائها لتطبيق حلول النقل الذكي، ماستـــريا، وذلـــك عبــــر منـطـقــــة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمساعدة على تعزيز الانسيابية بي جميع وسائل النقل في أي مدينة وتنظيم مسارات الركاب.
«بفضل استخدام تحليلات البيانات المتطورة، يمكنها التنبؤ والتوقع بالحوادث الممكنة، بهدف تحسين إدارة النقل داخل المدينة. وقد تم اختبار ماستريا بنجاح في مدينة بنما وأسبانيا، وهو يساعد على إدارة تدفقات الركاب للعمل تحت إجراءات جائحة كوفيد-19 لمتابعة التباعد الاجتماعي،» كما يوضح المسؤول الكبير مضيفًا بأنه تم اختبار هذه الخاصية في مونتريال وبرشلونة.
وفي إشارة إلى دور الشركة في تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة والأداء التشغيلي العالي من خلال الحلول الموفرة للطاقة، تؤكد ألستوم بأن استخدامها للتصميم والتصنيع البيئي المصنف قد أسفر عن خفض استهلاك الكهرباء الواردة من المصادر المتجددة بنسبة 36 بالمائة.
وعن تغيير خارطة شبكات النقل في منطقة الشرق الأوسط، يقول سوجوفارا: «بسبب النقلة العالمية الواسعة تجاه الطاق المتجددة لتعويض الآثار المعاكسة للتغير المناخي، أرى أن شبكات القطارات تتصدر التغيير الإيجابي المستدام في منطقة الشرق الأوسط.»
ويضيف: «لقد استثمرت حكومات دول الخليج مبالغ ضخمة في توسعة البنية التحتية لشبكات القطارات، حيث تواصل قيادات الدول التأكيد على التزامها بالنمو وحلول الابتكارات في التنقل المستدام.»
«على سبيل المثال، سوف يساعد مسار 2020 في دبي على تسهيل حركة المرور بنسبة 25 بالمائة، فضلا عن خفض التكاليف الاقتصادية المرتبطة بالاختناقات المرورية بقيمة تقدر بنحو 3?5 مليار درهم (953 مليون دولار) في 2020 و7 مليارات درهم في 2030. وأعتقد أنه من خلال تطوير واستخدام بنية تحتية جديدة وقطارات جديدة فضلا عن الاستثمارات الضخمة في الطاقة المتجددة، فإن منطقة الشرق الأوسط سوف تواصل دورهم كرائدة في مجال التنقل المستدام،» كما يشير.
وعن التحديات الرئيسية التي تواجهها الحكومات في إطار جهودها لتوفير الاستدامة والكفاءة في وسائل النقل وسط زيادة هائلة في أعداد السكان، يقول سوجوفارا بأن الطريقة الوحيدة لمواجهة هذا التحدي هو استمرار الدول في وضع عمليات تطوير حلول تنقل أكثر اخضرارًا وذكاءً على قمة أولوياتها، مع الاستثمار في التطورات والتوسعات في البنية التحتية المتكاملة لوسائل النقل.
«من خلال ذلك، يمكنهم ضمان الجدوى الاقتصادية والكفاءة والاستدامة، مع زيادة حجم خدمات النقل والمواصلات بشكل كبير والمتوفرة لتلبية الاحتياجات المتنامية والطلب المرتفع من السكان،» كما يشير.
وتطبق ألستوم العديد من الابتكارات مثل أبتيس، وإس آر إس، وأيه بي إس التي تساهم في التنقل الكهربائي على الطرق، والتي تدعم استدامة وسائل النقل الجماعي في المدن الحضرية، كما يضيف.
وحول التزام الشركة بحيادية انبعاثات الكربون في وسائل النقل، يقول سوجوفارا بأنه من خلال حلول السحب الخضراء، يتحقق انخفاض بنسبة 20 بالمائة في استهلاك الطاقة في القطارات وخفض تكاليف الصيانة (حتى 12 بالمائة) وهو ما أدى إلى زيادة بنسبة 10 بالمائة في اعتمادية الشبكات.
«علاوة على ذلك، قمنا بتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة والأداء التشغيلي من خلال الحلول الموفرة للطاقة، واستخدام التصميم والتصنيع المصنف بيئيًا، بما يؤدي إلى الحصول على 36 بالمائة من استهلاك الكهرباء في الموقع من مصادر متجددة.
كما توفر ألستوم تطورات تكنولوجية أخرى مثل التنقل الذاتي على القطارات والطرق. «لقد دأبت الشركة على توفير القطارات التي تعمل بدون سائق على مدى عقود طويلة، والآن ننتقل إلى القطارات القادرة على مواكبة تغييرات البيئة والتفاعل وفقًا لذلك. إن الجمع بين الذكاء في المركبات وذكاء البنية التحتية هو الطريق إلى تحويل وسائل النقل العام الذاتية إلى حقيقة واقعة،» كما يشير.
وحول التوجهات المستقبلية، يقول سوجوفارا: «في المرحلة اللاحقة للكوفيد، سوف تكون السلامة والصحة العامة هي أبرز مخاوف الناس خاصة عندما يتعلق الأمر بالسفر والانتقال، مع البحث عن التأكيدات التي تضمن وضع الصحة والسلامة على قمة الأولويات.»
«وبالتالي، يجب على قطاع النقل البحث عن طرق للتخفيف من هذه المخاوف الصحية، وذلك من خلال الاستثمار أكثر في تطوير مبادرات الصحة والسلامة في وسائل النقل، فضلا عن التنسيق مع الجهات التنظيمية العالمية لتوفير حلول مبتكرة للصحة والسلامة.»
وبالإضافة إلى تطوير حلول مبتكرة لحماية المجتمعات، يتعين إدارة حركة الركاب بكثافة في مساحات النقل وغيرها من الحلول المعاصرة التي تركز على تحسين الحركة، خاصة في تلك الأزمة التي تحتاج إلى تعقيم وتطهير.
«على سبيل المثال، حرصنا في شركة ألستوم على جمع خبراتنا ومواردنا في كافة المجالات التقنية، مع التنسيق مع المتخصصين العالميين لتقديم محفظة شاملة وذات جدوى من حلول الصحة والسلامة والنظام لمنع انتشار الفيروس سواء في الهواء أو على الأسطح.»
هذه المحفظة تتكون من حلول جاهزة وأخرى جاري تطويرها تهدف إلى حماية صحة الركاب والعاملين، والحد من تأثير البيئة واستهلاك الطاقة والحفاظ على اعتمادية المعدات، كما يضيف.
وسوف تواصل ألستوم دورها الرائد في تحسين الأداء البيئي للقطارات في جميع أنحاء المطقة، وفي نفس الوقت العمل على تحقيق الأهداف «الخضراء»، كما يقول سوجوفارا.
«نركز بشكل كبير على حلول النقل الأكثر اخضرارًا وذكاءً لتكون دليلا على نجاحنا في المنطقة، بما في ذلك مسار دبي 2020، وتطبيق تكنولوجيا Hesop.»
«كما أننا أول مصنع للقطارات يلتزم بتحقيق الأهداف العلمية التي طرحتها WWF والاتفاق العالمي للأمم المتحدة، و CDP، ومعهد الموارد العالمية، حيث نحرص على المشاركة الفعالة في المبادرات التي تهدف إلى تحقيق التميز البيئي مثل الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، وقمة كوكب واحد، ونزع الكربون من قطاع النقل، ومجلس الهيدروجين.» كما أضاف.
بقلم آر سوشيل نير