08/07/2020
يعد متحف الكويت الوطني، والمرافق الإدارية الجديدة في المدينة الجامعية لجامعة صباح السالم، ومستشفى الولادة الجديد في منطقة الصباح الطبية بعضًا من المشاريع المتنوعة التي بدأت على ألواح الرسم في المكتب العربي للاستشارات الهندسية متعدد التخصصات.
مع استكمال أو العمل في أكثر من 1850 مشروعًا في الكويت وحول العالم، بما في ذلك العديد من المعالم الوطنية الحاصلة على جوائز عالمية، فإن المكتب العربي للاستشارات الهندسية يضع يده على نبض السوق باعتباره شريكًا موثوقًا على مدى أكثر من 50 عامًا.
أشرف المكتب على العديد من المشاريع في مختلف القطاعات والتي تم الكشف عنها ضمن رؤية الكويت الجديدة 2035، بما في ذلك متحف الكويت الوطني، والمرافق الإدارية الجديدة في المدينة الجامعية لجامعة صباح السالم، ومستشفى الولادة الجديد.
متحف الكويت الوطني
يشرف المكتب العربي في الوقت الحالي على المراحل النهائية من مشروع تجديد وتوسعة متحف الكويت الوطني.
مطور المشروع هو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ويعد جزءًا من الجهود الطموحة التي تبذلها الكويت لإحياء قطاع السياحة، واستعراض تراثها الوطني وثقافتها العريقة. وقد تعاون المجلس مع دار الآثار الإسلامية واليونسكو والمكتب العربي لإعادة تصميم والإشراف على عمليات تجديد وتوسعة المتحف. وقد استكمل المكتب كافة حزم أعمال البناء في المشروع استعدادًا لافتتاحه بعد وصول المعروضات، كما يقول طارق شعيب، الرئيس التنفيذي للمكتب.
وحول العمل في المشروع يقول: «تضمنت عملية التصليح سلسلة من أعمال التجديد الإنشائي والمعماري للصالات المختلفة داخل المتحف وإعادة تصميم وتحديث ديكوراته الداخلية، فضلا عن تجديد واجهاته الخارجية.»
ويضيف: «تضمنت أعمال التوسعة إنشاء مبانٍ جديدة، ومكتبة كبيرة، وتصميم المسطحات الخضراء. وسيضم المتحف تشكيلة واسعة من المعروضات من مختلف الثقافات مع أنظمة متطورة للعرض والأمن.»
ولتعزيز عرض المعروضات، خضعت جميع صالات العرض القائمة لعملية تجديد شامل. كما تم إنشاء مبنى رئيسي بطابق واحد عند المدخل مع طابق سفلي على مساحة 863 متر مربع وتخصيصه لبهو الاستقبال ومكاتب التسجيل والمكاتب الإدارية والفنية. كما تم تخصيص مبنى آخر مكون من طابقين (مع طابق سفلي) على مساحة 1297 متر مربع للمكتبة الوطنية، إضافة إلى مبنى جديد آخر لورش عمل الآثار وتجديد المعروضات.
ويساعد التصميم الجديد على تعزيز الربط بين المباني القديمة والجديدة لتحسين الحركة داخل المتحف للزوار. وبالنسبة للمواد المستخدمة، تم بناء واجهات المتحف باستخدام الحجر الرخامي مع تجديد الأسقف بألواح تيتنايوم الزنك.
ولتعزيز الأمن والسلامة، قام المكتب العربي بدمج أحدث التقنيات لحماية المعروضات، فضلا عن تجهيزات العزل الصوتي، والإنارة، وغيرها من التركيبات الفنية التي تضمن تجربة فريدة من نوعها لزوار المتحف.
ويعد هذا المشروع علامة فارقة ضمن محفظة مشاريع المكتب العربي التي تشمل العديد من المشاريع الأخرى التي تعزز السياحة في الكويت. «ولكن هذا المشروع ينطوي على أهمية خاصة بالنسبة لنا. إنه يعكس فترة من إنجازات الكويت وإسهاماتها تجاه العالم العربي بأكمله،» كما يقول شعيب.
مرافق جامعة الكويت
يوفر المكتب العربي في الوقت الحالي مجموعة كاملة من الخدمات المعمارية والهندسية والتخطيطية المتكاملة لمشروع المرافق الإدارية الجديدة في جامعة صباح السالم، وذلك بالتعاون مع الشركة الهندسية والمعمارية الأمريكية SOM الحاصلة على شهادة تقديرية. ويتضمن المشروع الحائز على جائزة والذي تملكه جامعة الكويت على إنشاء سبع مبانٍ تقع في قرب المدينة الجامعية لتكون بمثابة مدخل أو بوابة جديدة للمدينة على إجمالي مساحة 318867 متر مربع.
وعن هذا المشروع، يقول شعيب: «من خلال تحديد الأهداف الأولية لتصميم هذه المرافق، نجح المكتب العربي في خلق لغة معمارية موحدة للمباني السبعة مع خصائص مختلفة لكل مبنى. هذا إلى جانب أن المباني ساعدت على الحد من تأثير الأجواء المناخية القاسية للكويت مع استلهام تصميماتنا من الطراز المعماري المحلي. وسيرتفع أطول مبنى إلى 75 مترًا فوق مستوى الأرض.»
وفي إطار هدفها الرامي إلى الارتقاء بالتصميم والأعمال المعمارية إلى آفاق أعلى، ينفذ المكتب العربي مفهوم «ظلال المعرفة» لهذا المشروع مع استخدام المظلات الخفيفة التي ستغلّف كل مبنى يقع حول الحديقة. وستساهم هذه المظلات على اللعب بالإضاءة والظلال. كما أن المظلات المستدامة التي يتم تركيبها في الوقت الحالي في الواجهات سوف تساهم أيضًا في تعزيز وظيفة الظل، بحيث تبعد أشعة الشمس وتخلق منطقة باردة.
وحتى قبل استكمال العمل، فاز مشروع المباني الإدارية الجديدة في المدينة الجامعية على العديد من الجوائز، منها جائزة المعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين، وجائزة مريت الشرق الأوسط، كما وصل المشروع إلى المراكز النهائية لاثنين من الجوائز الدولية وهي جائزة وورلد أركيتكتشر نيوز، وجائزة وورلد أركيتكتشر فستيفال، كما يقول شعيب.
مستشفى الولادة الجديد
في قطاع الرعاية الصحية، يتعاون المكتب العربي مع وزارة الأشغال العامة لتنفيذ مشروع مستشفى الولادة الذي سيتم تسليمه في النهاية إلى وزارة الصحة.
ويجري في الوقت الحالي تنفيذ أعمال البناء في مستشفى الولادة الجديد الذي يقع على مساحة 59781 متر مربع في منطقة الصباح الطبية.
وعند استكمال المشروع، سوف يضم المستشفى 780 سريرًا، و27 غرفة للعمليات. ويتضمن نطاق العمل في المشروع تصميم وبناء وتأثيث وتوفير المعدات الطبية، والصيانة التشغيلية للمرفق الطبي المتكامل والمتخصص.
كما ستشتمل خدمات المكتب العربي على تصميم وبناء والإشراف ووضع تصميم البنية التحتية وإنجاز الأعمال الميكانيكية والكهربائية والسباكة. وسوف يستفيد المكتب من برمجيات نمذجة معلومات البناء بالتعاون مع شركائها في أعمال التصميم والتطوير.
وحول موقع المشروع، يقول شعيب: «إن الموقع الرائع للمشروع على ساحل خليج الكويت يوفر بيئة مرتبطة بالبحر. وبناء على طلب العميل، فإن تصميم المشروع يتيح إطلالة بحرية لغرف المرضى بنسبة 70 بالمائة. ونظرًا لقرب المستشفى من البحر، فقد تم تزويده بجدار بحري بامتداد 320 مترًا في إطار تصميمه الأخضر. كما توجد خطة للمسطحات الخضراء الخارجية وفوق الأسطح.»
ولتعزيز الحركة في أنحاء المجمع الطبي، قام المكتب العربي بتصميم ثلاث جسور مكيفة للمشاة تربط المستشفى الحالي بالمباني الجديدة. وسيتم دمج المستشفى في مجمعات منطقة الصباح الطبية فيما يتعلق بالتنسيق مع البنية التحتية وتسليم الخدمات والمرافق.
لقد نجح المكتب العربي في تعزيز مكانته كشركة إقليمية رائدة قادرة على تقديم مشاريع عالمية المستوى في قطاع الرعاية الصحية، وقد حصل المكتب مؤخرًا على واحدة من أكبر المشاريع الصحية في العالم وهي مدينة الجهراء الطبية الجديدة.
المكتب العربي للاستشارات الهندسية
لا تقتصر محفظة مشاريع المكتب العربي على قطاع أو صناعة معينة. لقد دأب المكتب على الاستفادة من خبراته وإبداعاته لدعم المشاريع على المستوى الوطني. ومن أهم المشاريع التي يعمل بها في الوقت الحالي في الكويت، قصر العدل الجديد الذي سيكون أكبر مبنى قضائي في المنطقة، ومجمع وبرج العاصمة وهي وجهة ترفيهية جديدة على مستوى المنطقة، وتوسعة المجمع العلمي الذي يعد معلمًا ثقافية وعمليًا وسياحيًا، وأخيرًا استاد صباح السالم المخطط أن يكون علامة بارزة في الرياضة الوطنية.
أما مصدر اعتزاز المكتب الحقيقي، فيكمن كما يقول شعيب في أن الكويت اكتسبت سمعة عالمية مرموقة لبعض من أهم المشاريع التي أنجزها المكتب العربي، وكان آخرها جائزة ملعب المستقبل والمقدمة من المجلس العالمي للملاعب، وجائزة المعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين، وجوائز مشاريع ميد. كما وصلت العديد من مشاريع المكتب العربي إلى المراحل النهائية للعديد من الجوائز المعمارية العالمية، بما في ذلك ورلد أركيتكتشر فيستفال، وميبيم فيوتشر بروجكتس، وجوائز ديزاين، وورلد أركيتكتشر نيوز.
«إننا نفتخر بالدور الفعال لخطة التطوير الكويتية، حيث حرصنا على التعاون مع شركائنا على مدى أكثر من 50 عامًا للارتقاء بأعمالنا فيما يتعلق بتصميم وتسليم وابتكار المشاريع،» كما يقول شعيب مختتمًا حديثه.