خبير الذكاء الاصطناعي وراند هندي على المسرح مع مقدم العرض جون ديفتيريوس من سي إن إن.
المنظمة العالمية للنقل الطرقي تصيغ مبادئ جديدة
18/12/2018
نوقشت تصاميم وتصورات مبتكرة في صناعة الطرق والمواصلات بشكل مفصل على مدى ثلاثة أيام خلال فعاليات المؤتمر العالمي للمنظمة العالمية للنقل الطرقي الذي استضافته العاصمة العمانية مسقط الشهر الماضي (6 إلى 8 نوفمبر).
وساهم الحدث الذي يقام بالتعاون مع أسياد، شركة الحلول اللوجستية الشاملة التي أنشأتها الحكومة العمانية في عام 2016 لتنفيذ الاستراتيجية اللوجستية الوطنية، على وضع سلطنة عُمان على خارطة صناعة الطرق والمواصلات العالمية.
شهد حدث هذا العام والذي يحمل شعار «الابتكار في النقل» حضور 1000 مشارك من أكثر من 100 بلد بمشاركة أكثر من 60 متحدث رفيع المستوى من وزراء ورؤساء تنفيذيين ورواد الفكر ممن ناقشوا مواضيع التجارة والابتكار في المنطقة والعالم الأوسع.
وافتتح سمو أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المؤتمر في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض.
وفي كلمته الافتتاحية، قال كريستيان لابورت، رئيس المنظمة العالمية للنقل الطرقي، بأن المؤتمر العالمي يقام في وقت يشهد فيه العالم تداخل طرق تجارية عالمية جديدة تترك أثرها على حركة الأفراد والبضائع، بالإضافة إلى حركة الابتكارات المتسارعة الناجمة عن رقمنة وترابط وأتمتة الصناعة.
وسلط تقرير استقصائي من إعداد المنظمة العالمية للنقل الطرقي بعنوان «مستقبل النقل الطرقي» وتم توزيعه خلال الحدث الضوء على التحديات والفرص التي يواجهها من هم في الخطوط الأمامية.
وبحسب النتائج التي تم التوصل إليها فإن الطلب العالمي على النقل الطرقي في ازدياد، وبحلول عام 2030 من المتوقع أن تنقل حركة النقل الطرقي 31 مليار طن كلم عالميًا وما يصل إلى 51 مليار طن كلم بحلول 2050.
ويقال بأن 48 بالمائة من شركات المواصلات في آسيا ترى بأن تغيرات المناخ والبيئة تشكل خطرًا كبيرًا، في حين ترى 57 بالمائة أن عدم اليقين الجيوسياسي هو الخطر الأبرز على القطاع. فيما اعتبر 48 بالمائة من الشركات التي شملها المسح في أوروبا أن القوانين الصارمة من بين أبرز ثلاثة مخاطر تهدد أعمالها.
وذكر التقرير أيضًا بأن واحدة من كل خمس شركات نقل عالمية تعتقد بأن الأتمتة وتقنيات المعلومات عن بعد تمثل أبرز فرص الابتكار في هذا القطاع.
وبالنسبة لـ 20 بالمائة من شركات النقل في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي يمثل عاملا السلامة والأتمتة أبرز فرص الابتكار والتكنولوجيا في جميع المناطق.
وناقش المؤتمر العالمي للمنظمة العالمية للنقل الطرقي كيف يمكن للمشرعين مواكبة التغييرات المتسارعة التي تحدث لتكنولوجيات الخدمات اللوجستية، وكيفية تبنيها في إطار قوانين وسياسات قابلة للتشريع، وكيف ستعمل منصات الجيل القادم على تغيير قوانين العمل في قطاع النقل الطرقي.
وتطرقت مناقشات الطاولة المستديرة إلى التكنولوجيات المستقبلية وعدد من المواضيع الهامة مثل إدارة وتحليل البيانات وتعزيز التنافسية مع تطوير البنية التحتية والوصلات متعددة الوسائط، وتصميم القوى العاملة المستقبلية، واعتماد منصات الجيل المقبل، وتبسيط التجارة، وزيادة الكفاءة في استهلاك الوقود.
وشملت قائمة المتحدثين البارزين كلاً من خوسيه مانويل باروسو، رئيس مجلس إدارة غولدمان ساكس، ورئيس المفوضية الأوروبية السابق؛ ونيك إيرل، نائب الرئيس الأول بشركة فرجين هايبرلوب ون؛ وأندريه بورشبيرغ، الطيار والمستكشف والمؤسس الشريك لشركة سولار إمبالس؛ وراند هندي، متخصص الذكاء الاصطناعي والرئيس التنفيذي لشركة سنيبس؛ وفابيان نستمان من شركة فولوكوبتر وغيرهم الكثير.
وقال ويليام بارنبيرغ، نائب الرئيس التنفيذي الرئيس التنفيذي للأرباح لسلسلة التصنيع والتوريد في شركة أوكتال، أكبر منتج لصفائح PET في العالم والشركة الرائدة في مجال التغليف المتكامل، بأن الأمر مسألة وقت قبل أن تتبنى منطقة الشرق الأوسط أنظمة نقل وخدمات لوجستية ذكية وفعالة، والتي باتت بدورها العمود الفقري للاقتصاد العالمي.
وأوضح بأن التحدي الرئيسي للمؤسسات والمشرعين يتمثل في فهم القيمة والأثر الحقيقيين لنماذج الخدمات المحلية للنقل والخدمات اللوجستية المستدامة.
فيما شارك خبير الابتكار جيم كارول خبرته الطويلة حول الاتجاهات الحديثة لمساعدة الشركات والحكومات للوصول إلى الابتكارات المتسارعة ومواكبة التغيرات السريعة في الأعمال التجارية المترتبة على ذلك.
من جهته قال المؤلف وخبير الخدمات اللوجستية والمحاضر مارك ميلار: «بعد ثلاثة عقود من العولمة، تتوقع الكثير من الشركات تقلص سلسلة التوريد الخاصة بها خلال السنوات المقبلة. ولكن في حين ستنتقل بعص العمليات التصنيعية بشكل أقرب إلى مواقع الشركات وستسرع التحول نحو النزعة الإقليمية، فإن العديد من سلاسل التوريد الراسخة والمدارة بشكل جيد ستراوح مكانها، وستتكيف مع خدمة الأسواق المحلية الآخذة في التوسع. وبالنسبة للشركات، قد تكون سلاسل التوريد آخذة في التقلص، إلا أن حقيبة الأنظمة البيئية لسلاسل التوريد المعقدة أبعد ما تكون عن نهايتها.»
كما تم تسليط الضوء على النقل الطرقي ذاتي التحكم وذلك استجابة للتحديات الجديدة في التحرك الحضري، واستفادة من الممارسات المبتكرة التي بمقدورها توفير روافد ربح جديدة والاستخدام الأمثل للموارد.
وشهد الحدث توقيع اتفاقيات رئيسية شملت الإعلان بين المنظمة العالمية للنقل الطرقي، الوصية على نقل البضائع بصورة متخفية والتابعة لـ TIR Carnets بحسب قانون الأمم المتحدة، ومواصلات، الإدارة العامة للجمارك في شرطة عُمان السلطانية.
وتأتي هذه الاتفاقية لتؤكد التزام السلطنة بتعزيز التجارة عبر حدودها والعمل في إطار الشراكة لتطبيق نظام الوصول والضمان الدولي المطبق عالميًا إلى السلطنة.
كما تم خلال حوار وزاري مناقشة وتوقيع ميثاق عمان، ويعد بمثابة خارطة الطريق لقطاع النقل والتجارة والخدمات اللوجستية في العالم، حيث يركز على أربعة عناصر أساسية وهي: المواهب البشرية والتجارة والبيئة والابتكار. ويشجع الميثاق على العمل الجماعي ويساعد على توجيه التعاون بين القطاعين العام والخاص على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي والعالمي. واجتمع 25 وفدًا إقليميًا للتخطيط لمسار عمل يحقق أهداف القطاع والأهداف العالمية، بما يتماشى مع ما هو منصوص عليه في جدول أعمال الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
وبالإضافة إلى ذلك، وقعت مواصلات مذكرة تفاهم مع بسوورلد، أكبر معرض للحافلات والباصات في العالم، لاحتضان الحدث لأول مرة في الشرق الأوسط في مسقط في عام 2021.
في حين تنافست 6 شركات ناشئة أمام لجنة للتحكيم للفورز بمسابقة للنقل والخدمات اللوجستية انتهت بمنح 100 ألف دولار كجائزة استثمارية مناصفة بين شركتي كارغو اكس وزيليروس هايبرلوب.
المزيد من الأخبار